أحدث المواضيع

3/recent/post-list

الانسان المعاصر بين الادمان والخنوع

الانسان المعاصر بين الادمان والخنوع 
كاتب الموضوع: عبد الحفيظ ت
ان دينامية الحياة المعاصرة جعلت الانسان عبارة عن بهلوان يرقص على ركح فارغ، فقد فيه انسانيته وكرامته ورزانة عقله، بل انتقل الى مستوى أعلى من الجنون او لنقل الى درجة معينة من الادمان، فهذا الاخير يعرفه الجميع على انه يأتي نتيجة شرب المخدرات سواء منها القوية او ذات درجة اقل من النيكوتين، لكن هذا الادمان المعترف به دوليا يجعل منظمات دولية في كل تقاريرها تدق ناقوس الخطر وتحذر من النهايات السريرية او لنقل المأساوية التي ينتهي بها المدمن على هذا النوع من المخدرات القوية سواء كانت حشيش/ شيرا/ حبات هلوسة...الخ.
لكن للأسف الشديد فإن اخطر مخدرات العصر ليست القادمة من كتامة او باكستان ...الخ، بل هي منتوج اديولوجي موجه ينسل الينا ونحن نشرب الشاي او على مائدة العشاء يدغدغ مشاعرنا بهمسات توحي على الصدق وفي ثناياها سم قاتل تقدم لنا على شكل نشرات اخبار او برنامج تلفزي ترفيهي عفوا تخديري له غايات محددة وهي تخريب نخاعنا الشوكي مما يجعل امكانيات استجابتنا لما يحيط بينا امرا مستحيلا، انها اخطر واقوى انواع المخدرات بإطلاق فهذا الافيون الفتاك لا يلتقطه ردار المنظمات العالمية لأنه اشترى ودها تحت مسميات عديدة، ولا تتوانى على اختراق بيوتنا في كل لحظة من لحظات خلوتنا العائلية، بل يتجاوز ذلك ويقدم لنا جرعات زائدة عندما يعمل على اختراق عزلتنا ونحن نسكن ضغوطاتنا اليومية بفنجان من الكافيين المنشط، فيخترق تلك اللحظة الاكثر حميمية من خلال اعمدة الجرائد ويدفع بنا نحو حياة الادمان التي تتجاوز الخطوط الحمراء والتي لا ينفع معها الدواء بل نصير مثل كائنات بوهيمية مخدرة بفعل اديولوجي قاتل انه سم متسلل يخترق وعينا ويوجهه، بل والاكثر من ذلك يسكته الى الابد، لذلك فإن اخطر انواع الهروين القاتل هي هذه المخدرات التي تعطى لنا بجرعات ضئيلة لا نستشعرها انها تدخل في اطار المعقول والمسموح به فهي تنسل الينا مثل الافاعي السامة لتجتث بثقلها على وعينا سواء عبر وسائل التواصل او عبر الجرائد او التلفاز فهذه اخطر مخدرات العصر التي تسوق بروباغندا فتاكة غرضها خدمة اديولوجية الحاكم لإسكات الرعايا وجعهلم مثل هياكل عظمية متحركة غرضها العيش وليس التفكير في طريقة العيش.
إحذروا هذا المخدر القاتل 
مخدر فتاك لا ينفع معه دواء 
انه افيون الشعوب الجديد

ليست هناك تعليقات:

يتم التشغيل بواسطة Blogger.