مرنيسة وما أدراك ما مرنيسة !! مرنيسة الضاربة في عمق التاريخ النضالي للمغرب والتي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي مهم باعتبارها بوابة الريف
مرنيسة الملحمة ، التراث ، الثقافة ، الآداب ، العادات والتقاليد ، الوحدة والتضامن والتآزر والتكافل الإجتماعي ،الكرم والجود ، المحافظة والقيم الأخلاقية ، عرفت على مر العقود بنضالها بنضالها المستميت دفاعا الوطن ضد المستعمر الفرنسي والإسباني ومجد مناضليها وبسالة أهلها في الدفاع عن هذا الوطن ، ورغم كل هذا وذاك لم تشفع لها ، لتجد نفسها اليوم منسية مقصية من ذاكرة التاريخ ، وتصطدم في ذات الوقت بغياب تقييم تاريخي لأحداثها ووقائعها الكثيرة والمختلفة
تتناسل الأسئلة وتتناسل معها الأجوبة عما آلت إليه الأوضاع اليوم بمرنيسة ، كيف لهذه القبيلة أن تعيش كل هذا التهميش والإقصاء ؟ كيف لساكنة قلعة النضال هاته أن تعيش زمن الإنتظار بما يحمله ذلك من معاناة في انتظار أفق إقلاع أقتصادي واجتماعي ظل مستحيلا الى يومنا هذا بسبب تسيير معيب لشأنها المحلي بعد أن ساقت الظروف أشخاصا الى كرسي المسؤولية دون أن يتوفقوا في تنفيذها على أرض الواقع ؟؟ كيف لمرنيسة التي أنجبت أطر وكفاءات عديدة في مختلف القطاعات ومنها من هم في مراكز القرار أن تصيبها هذه اللعنة ،لعنة الدمار والخراب ؟؟؟ أي ذنب إقترفته مرنيسة حتى يتنكر لها الجميع ويلقي بها في جحيم المعاناة؟
مرنيسة توجد بها اليوم أربع جماعة ، تلاث منها قروية واحدة يقال عنها " شبه حضرية " كلها خارج إطار التنمية دون مبالغة أو افتراءات واهية ، فهي كما هي منذ عقود خالية ، أغلب سكانها هاجروا إلى المدينة الزاهية من أجل صحة وتعليم وظروف مواتية ، هاجروا وساروا عبر طريق وعر وحافلة بالية ، هاجروا وتركوا مساكنهم الطينية تتصدع وتتعرض لعضات الزمن القاسية ، فأصبحت عبارة عن أطلال تحكي عن أزمنتها الغابرة وأجيالها الفانية
إنه غضب وسخط شعبي على سوء الحياة اليومية هناك البوم بمرنيسة ، على الصحة ومرافقها ، على التعليم وكوراثه، على البنية التحتية والهشاشة التي تعرفها ، على المصالح الإدارية والمؤسسات التي تم إغتصابها وترحيلها ، على وضع الشباب والمستقبل المجهول ، هو إحساس وشعور نابع من اعماق كل مرنيسي ، إحساس بسياسة اللامبالاة التي نهجها الذين جلسوا على كراسي المسؤولية ممن أخذوا على عاتقهم خدمة الصالح العام ، فمنذ مجيئ هؤلاء الذين أفنوا حياتهم في الصرعات والتطاحنات الإنتخابية وتنافسوا على المقاعد بكل ما أتوا من قوة للوصول الى رئاسة تسيير شأنها المحلي والقبيلة تعيش القطيعة مع كل الطرق المؤدية إلى التنمية والرقي والإزدهار ، والى كل ما كان يطمح إليه رجالاتها الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلها ومن أجل الوطن، فأغرقوها وسط أوحال النقائص وركام التسيير المختل والتهميش والنسيان الذي طال قطاعات حيوية متعددة، إنه لوضع يعتبر بحق وصمة عار على جبين كل من تسبب من قريب أو بعيد في ما آلت إليه مرنيسة من تهميش وإهمال وإقصاء بعد ان كانت مضرب المثل في كل شيء
إن مرنيسة اليوم مطالبها كثيرة ومتعددة ، مشروعة وذات مصداقية أساسية لمن أراد حياة فقط عادية ،في عهد يتبجج فيه بحقوق الإنسان وكرامته كأولوية ، في مغرب المشاريع الكبرى والمخططات التنموية التي لم نجد لها موطئ قدم لنا فيها بمرنيسة الغالية ، في عهد المغرب الأزرق والأخضر ، مغرب الألفية الثانية ، مغرب الترامواي وقطار فائق السرعة و مهرجان موازين وسوف تأتي الباقية.
اقرأ المزيد
ليست هناك تعليقات: