من منا لم يتعرض للضغط النفسي أو التوتر في مرحلة ما في حياته، سواء بسبب مديرك الذي يريد منك إتمام جميع مهام العمل في أسرع وقت ممكن أو تلبية احتياجات أطفالك من مصاريف دراسية وغيرها أو حتى السعي وراء تلك الوظيفة التي تطمح إلى الحصول عليها. للأسف لا يؤثر التوتر والضغط العصبي على الحالة النفسية أو العاطفية فقط، بل يضر أيضا بالجسم خاصة الجهاز الهضمي والمناعي. لا يستطيع الكثيرون إدراك أن السبب الحقيقي هو القلق والتوتر فيهتمون بمعالجة الأعراض الجانبية، مثل الصداع أو آلام البطن متجاهلين تماما لب المشكلة.
فيما يلي بعض المعلومات الهامة عن تأثير التوتر على الجهاز الهضمي والجسم عموما والطرق السليمة للحفاظ على سلامتك النفسية والجسدية.
ماذا يحدث للجسم في أوقات الضغط النفسي الشديد؟
توجد علاقة وثيقة بين الدماغ والأمعاء حيث يقوم الجهاز العصبي بالتحكم جزئيا في الجهاز الهضمي، كما يوجد في بطانة الجهاز الهضمي خلايا عصبية يُطلق عليها الجهاز العصبي المعوي الذي يساعد في كثير من العمليات، مثل البلع وإطلاق الإنزيمات وتصنيف الطعام؛ لذلك يعتبر الكثير من الأطباء والخبراء أن المعدة "دماغا ثانيا".
عندما تتعرض للتوتر والقلق الشديدين يطلق الجسم هرمون الإجهاد – الكورتيزول- ويصبح في حالة "قتال أو هروب" والتي بدورها تسبب تغيرات فسيولوجية، مثل زيادة ضربات القلب والتنفس وتوتر العضلات، بالإضافة إلى الإسهال والشعور بالغثيان والقيء واختلال التوازن البكتيري في المعدة. ويلجأ المصابون في هذه الحالة بتناول دواء للاسهال لتخفيف هذه الأعراض وإعادة التوازن للجهاز الهضمي.
أعراض التوتر العصبي التي لا يجب تجاهلها
تنقسم الأعراض الناتجة من القلق والتوتر إلى أعراض نفسية وجسدية. إذا لاحظت تكرار أي منهم، عليك بالبحث عن السبب الحقيقي لمعالجته مبكرا حتى لا يتفاقم الأمر:
الأعراض النفسية
- الإرهاق الدائم: شعور عام بالتعب والإرهاق وقلة الطاقة طوال اليوم.
- تقلب المزاج: يعاني الشخص المصاب بالقلق من تقلبات في المزاج بين مشاعر الفرح والحزن والغضب والبكاء، إلخ
- غياب الراحة النفسية: عدم الشعور بالطمأنينة والسلام النفسي.
- التفكير المستمر: يميل الشخص المصاب بالتوتر إلى التفكير السلبي وتذكر أسوأ المواقف والذكريات.
- العزلة: تجنب التجمعات والخروجات مع الأصدقاء والعائلة والميل إلى الوحدة.
الأعراض الجسدية
- الصداع: يؤدي التفكير المستمر إلى آلام الرأس والشعور بالإجهاد.
- اضطرابات الجهاز الهضمي: يزيد التوتر والضغط العصبي فرص الإصابة بمتلازمة القولون العصبي والتهاب الأمعاء والقرحة الهضمية.
- سرعة ضربات القلب: بسبب استجابة "القتال أو الهروب" يزداد سرعة ضربات القلب والتنفس، مما يؤدي إلى ألم وضيق في الصدر.
- الأرق: يعد الأرق وصعوبة النوم من أكثر أعراض التوتر والقلق انتشارا.
- النسيان وعدم التركيز: يبدأ العقل في التشتت والنسيان مع تزايد الضغوطات اليومية.
أفضل 3 طرق لمقاومة التوتر والقلق
لحسن الحظ أن لكل مشكلة حل بما في ذلك الضغط العصبي، فهناك عدة طرق ووسائل ستساعدك على التغلب عليه والاستمتاع بحياة مليئة بالراحة والسكينة.
ممارسة الرياضة بشكل منتظم
تقلل التمارين والرياضة عموما من الشعور بالتوتر والقلق وذلك لأنها تساعد في إفراز هرمون الإندروفين الذي يعمل على تحسين الحالة المزاجية والنوم العميق، كما انه يعطيك شعور بالرضا والثقة بالنفس. من المشكلات التي يقع فيها مصابي التوتر هي التفكير السلبي المستمر، وهنا يأتي دور ممارسة الرياضة في إلهاء العقل حتى لو لفترة قصيرة. ويشجع الكثير من الأطباء النفسيين مرضاهم على ممارسة الرياضة لتخفيف حالات الاكتئاب، كما توجد أدلة قوية تُظهِر انخفاضًا في حالات الاكتئاب بنسبة 20-30٪ لدى البالغين الذين يمارسون الرياضة يوميا.
إعادة توازن البكتيريا في المعدة
يؤدي التوتر والقلق إلى اختلال في التوازن بين البكتيريا النافعة والضارة في المعدة وبذلك تحدث مشكلات الجهاز الهضمي، ومن ضمنها الإمساك والإسهال وتقلصات المعدة وعسر الهضم. لذلك ينصح العديد من الخبراء بتناول دواء البروبيوتيك أو الأطعمة الغنية بالبكتيريا النافعة لأنها تحسن من عملية الهضم وتخفف من آلام البطن والقضاء على انتفاخات وغازات المعدة، فضلا عن تقوية جهاز المناعة. ومن أهم الأطعمة المليئة بالبروبيوتيك:
- الحليب البقري والرايب
- الجبن مثل الريكفورد والشيدر والجودة
- خل التفاح
- الكيمتشي (طعام كوري مخمر)
- الثوم
كن متسامحا مع نفسك
مع وتيرة الحياة السريعة ننسى الاهتمام بأنفسنا وقضاء وقت كافٍ لنفكر بشكل إنتاجي في حياتنا وأهدافنا. نحن في صراع دائم بدلا من التأني والاحتواء، نسعى للكمال ونترك أنفسنا حبيسة القلق والحزن. ولكن يوجد عدة تمارين يمكن مزاولتها لتخفيف عبء الحالات النفسية:
- ممارسة اليوجا والتأمل: تبعث هذه التمارين الطمأنينة في النفس إذا واظب الشخص على ممارستها مع تقنيات التنفس العميق.
- مراقبة الأفكار: في بعض الأحيان تسيطر الأفكار السلبية على عقولنا دون أن ننتبه، راقب كيف تفكر وحاول الابتعاد عن الأفكار والذكريات التي تبعث الحزن.
- الكف عن المقارنة: من السهل أن يقع الإنسان في فخ المقارنات فيجد نفسه غير راضٍ عن حياته أو عمله أو بيته لأنه دائما ما يقارن نفسه بغيره.
- الإقلاع عن التدخين: يزيد التدخين نسبة التوتر وارتفاع ضربات القلب كما أنه يعرضك لأمراض جسدية وخيمة، مثل السرطانات والقرحة.
مقال رائع يستحق القراءة - أشكرك
ردحذفشكرا جزيلا لك
حذفأحبكم في الله